الوطن هو تلك الدائرة الأوسع التي تضمّ داخلها مختلف أصناف الناس، بغض النظر عن طوائفهم، وأعراقهم، وأجناسهم، وألوانهم، لهذا فالوطن له قدسيّة خاصّة عند الواعين من الأفراد، وإن حب الوطن من نتاج إيمان الشخص وشخصيته القوية وتآلفه في المجتمع والإحساس بالمسؤولية.
الجانب الشخصي: مما لا شك فيه أن تشجيع المنتوجات الوطنية يعزز الهوية الوطنية لدى الفرد بشكل يتناغم مع غريزة حب الوطن الفطرية التي تنمو بداخل الشخصية السوية وأنّ كلّ فردٍ يعشق وطنه ويحبه بوصفه المستقر النفسي له، فالفرد يحب الانتماء لبلده ويتمنى أن يكون قوياً وناجحاً ومتطوراً بمصانعه وإنتاجه وعلمه وشخصياته وتاريخه العريق لذلك فإنه يفرح لكل منتج يراه من بلده ويعزز هوية الانتماء له بفخره بتلك الصناعات.
الجانب الاجتماعي: وقد أكد عدد من أساتذة علم الاجتماع أن كل ما يعزز الانتماء الوطني يحقق التنمية الشاملة، ويدعم استقرار الوطن وتطوره، ويسهم في حرص المواطنين على تطور بلدهم، و واحدة من الأمور التي تعزز ذلك الانتماء الجماعي هو تشجيع المنتوجات الوطنية، والذي يشجع على بث روح العمل الجماعي باتخاذ رأي ذي وعي بدعم الانتاج الوطني، ونبذ الاعتماد على منتجات الدول الأخرى، وبقاء الشعب كمستهلك فقط لكل احتياجاته، بل الشعور بالمسؤولية والوعي وعدم الاتكالية خاصة وإن الشعب العراقي معروف عنه بالاعتماد على نفسه وصبره وهمته العالية بالعمل.
الجانب الاقتصادي: إن دعم المنتجات الوطنية تسهم بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد العراقي، فكنا نأمل بعد سقوط النظام البعثي أن يتحول العراق الى مصدر للسلع والمنتجات لباقي الدول لما يمتكله من ثروات وخيرات، وبالحفاظ على مصانعه وتطويرها، ثم إنشاء مصانع جديدة، ومعامل حديثة تتناسب مع ما يمتلك العراق من مواد أولية وميزانيات ضخمة، فضلاً عن التطوير الزراعي لبلد ذي أرض خصبة، ولكن ما حصل هو إهمال للفلاحين والعمال، بالمقابل تم دعم المنتجات الاجنبية، وإهمال المصانع والمعامل وعدم التقدم خطوة بالاتجاه الصناعي والزراعي، و اكتفت الحكومة بتصدير النفط واعتماد الموازنة عليه، وعدم الاستفادة من العملة الصعبة التي تخرج خارج الحدود باستيراد احتياجات الفرد من مأكل ومشرب وغيرها على الرغم من علمها بأن تقدم البلاد اقتصادياً يعتمد على الصناعة والزراعة المتقدمة ودعم المنتوج الوطني وحمايته بقوانين تفرض رسوم جمركية على المستورد، الى جانب دعم المشاريع الزراعية والصناعية بالقروض والخبرات والتجارب العلمية وسائر الامكانات.
التظاهرات المطلبية والتحفيز للاكتفاء الذاتي
تعليقات
إرسال تعليق