من الجنس الثالث الى الإيمو...
معولا سوء لتهديم المجتمع
ضياء العيداني

لقد طرق سمعنا كثير من الظواهر الاجتماعية المنحرفة التي ترعرعت في الغرب والدول غير الإسلامية، ولا غرابة في سماع انتشار الشذوذ الجنسي في أمثال دول غربية غير ملتزمة شرعاً ولا عُرفاً بل وصل بها الأمر أن تُصدر مادة قانونية تدافع عن هذه الظواهر التي باتت تنخر في مجتمعاتها، ولكن العجب هو دخول هذه الظواهر إلى بعض الدول الإسلامية دون أي رادع حقيقي، وقد تناثرت قطرات من تلك الغيوم السوداء لتقع على الأرض العراقية حاملة نذر الشؤم، ومحاولة تشويه صورة الالتزام العراقي الجميلة، حيث اثبت هذا الشعب الغيور للجميع أنه أكثر الشعوب تمسكاً بدينه وعقائده وتقاليده التي لا تنسجم مع هذه الظواهر الدخيلة.
إن المشكلة تكمن في بروز هذه بعض الظواهر والتجاهر بها وشيوعها، والتي اذا استقرت أصبحت أمراً واقعاً – لاسمح الله- وتسحب وتستقطب أعداداً كبيرة من الشباب، حتى يصل بهم الأمر الى ما تسعى اليه بعض وسائل الإعلام والمؤسسات المشبوهة، لأن تتم المطالبة بحقوقهم وعدم اضطهادهم!!!!!!!
فمن الجنس الثالث اللذين تسافلوا الى قعر الرذائل محاولين ومتظاهرين بنقل جنسهم الذكوري الى الإناث!!
وكذا الإيمو اللذين هم عبدة الشيطان، حيث بؤرتهم الحقيقية في بلاد الغرب ولكن الغريب ان هناك من يقلدهم التقليد الأعمى وكأنهم موضة متفاخرين بتسافلهم الدنيئ.
والإيمو هوإختصار لمصطلح متمرد ذو نفسيه حساسة، وقد أخذت هذه الظاهره في الانتشار بين الشباب والمراهقين واعمارهم تبدأ من 12 سنه وهي جماعات ظهرت في اوخر الثمانينات وأوائل التسعينات في أمريكا وأوروبا وهي جماعات تدعو إلى قيادة العاطفة ويقولون إنها أقوى ما في الحياة... اتهموا في جميع إنحاء العالم خاصة في اوروباء بعبادة الشيطان والشذوذ الجنسي وكانو يجرحون أنفسهم في أيديهم وأجسادهم للتغلب على الألم النفسي بالألم الجسدي  وفي النهاية الانتحار.

ولو تتبعنا اسباب نمو هذه الظواهر المنحرفة الدخيلة لوجدنا احد بعض هذه الأسباب:

أولاً: عدم تحصينهم فكرياً من قبل الأسرة وجعلهم فارغي المحتوى العقائدي، وهذا مايجعل ارضيتهم الدينية والشخصية رخوة بحيث تتزلزل وتقلد كل جديد مهما كان نوعه ومصدره.
كما ان عدم تثقيف الأبناء وتحصينهم فكرياً يجعلهم ملهاة بيد الشيطان وجنوده الإنسية.

ثانياً: عدم بناء شخصيتهم بالشكل السليم

 للتربية الأسرية دور كبير في تقوية شخصية ابنائها لكي لا يكونوا فاشلين مقلدين للظواهر المنحلة، وهذا الدور يقع على عاتق الأبوين في تقويم شخصية ابنه فلا يدلله دلالاً بحيث يصل به الأمر لا يستطيع ان يعتمد على نفسه ولا يحقره الى مستوى يشعر بالمهانة، بل ان النبي صلى الله عليه وآله وأهل البيت (عليهم السلام)، لهم وصايا لتقوية الشخصية كإطلاق الاسم الجميل والكنية الحسنة عليه منذ الصغر والاعتماد عليه وتشجيعه واصطحابه الى مجالس الكبار والصالحين ومجالس الوعظ والإرشاد واحترامه أمام الضيف وأمام اصدقائه لكي يكون فرداً مستقيماً وقوياً.
وقد ثبت في علم النفس أن قوي الشخصية يتجرد عن النزول في رذائل الأخلاق حتى وإن لم يكن متديناً.
 وأشار العالم النفسي أدلير مؤسس نظرية (الإحساس بعقدة النقص) الى أن الشخص اذا دخل في دوامة هذا الإحساس لابد أن يقوم بتعويض هذا النقص بعمل أو سلوك، وغالباً مايكون هذا العمل سلبياً فيسلك سلوكيات عدوانية أو شاذة فيلجأ الى الشذوذ ليكون عنصراً في زمرة الفاسدين لأن الشعور بالدونية هو الذي يقود الفرد للانتقام من مجتمعه بارتكاب أعمال إجرامية وعدوانية، وانتهاك الأعراض، ولا يبالي وان كان هذا العرض هو نفسه هو.

ثالثاً: إشاعة الفواحش في المجتمع

إن إشاعة الفاحشة في مجتمع من المجتمعات يسهم في استقطاب ضعاف النفوس الى تلك المستنقعات الوحلة، فضلاً عن الإعلام المسموم الذي يسلط الضوء على الظواهر المنحرفة مدافعاً عنها باسم الحرية! وكذلك هو الحال بالنسبة الى الفضائيات الفاحشة فإن لها دوراً رئيساً في تهديم شخصية الاولاد وللأسف نلاحظ هناك من يروج ويشجع على متابعة قنوات فضائية مسمومة كهذه.

بعض طرائق العلاج لهذه السلوكيات المنحرفة

الخطوة الأولى: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
لم تجد الاديان ولا علماء الاجتماع ولا علماء النفس حلاً للظواهر المنحرفة كالذي قدمه الإسلام للإنسان، فقد اعتمد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أساساً لتقوية أركان البناء الاجتماعي، وهذه الفريضة ليست مختصة بعلماء الدين فقط وانما هي مسؤولية الجميع لا سيما الطبقة المثقفة، وبما ان الاسلام ومن خلال هذه الفريضة الاجتماعية والعبادية يرمي للقضاء على ظاهرة الشذوذ الجنسي والتميع فان دور المجتمع سيكون كبيراً ومباشراً للحد من انتشار هذه الظاهرة من خلال مقاطعتهم وعدم مجاملتهم وترك التعامل معهم وانما النظر اليهم بغضب ونقمة واستنكار، ومقابلتهم بوجوه مكفهرة علّ ذلك يسهم في ردعهم عن التمادي في غيهم والعودة الى رشدهم وبناء شخصيتهم من جديد.

الخطوة الثانية: وهي مكملة للأولى، وتتمثل باحتواء هذه المجاميع عن طريق ايجاد البدائل لهم لأن اكثرهم يعاني من انكسار نفسي وعدم تقدير لذاته نتيجة لإهمال أسري أو قصور في التربية كما أسلفنا.
وتتم معالجتهم عن طريق استدعائهم بمؤسسات مختصة ومعرفة الأسباب التي أدت بهم الى ذلك، ومحاولة استرجاع ثقتهم بأنفسهم من خلال جلسات يشرف عليها مختصون في المجال النفسي والاجتماعي والتربوي، وذلك في خطوة أولى لازالة الاحساس بالدونية والضعف والذُل ويصبح ذا شخصية سوية يمكنه ان يمارس حياته من خلالها بشكل طبيعي، وينبغي تغيير التعامل مع من صَلُح منهم وعدم احتقارهم ومقاطعتهم بعد ان صلحوا وفتح أبواب الصداقة والتعامل معهم لان تعاملاً كهذا سيشعر الفرد والخارج للتو من مستنقع الانحطاط بأنه فعلاً كان على خطأ وكاد ان يخسر كل شيء.

ومن هنا ندرك أن المسؤولية مشتركة في علاجهم تقع على عاتق المؤسسات الاسلامية والدينية وعلى عاتق المجتمع أيضاً، لأن إهمال هذه الشريحة يؤدي الى ما لا يحمد عقباه.
 وان الشعب العراقي هو الشعب الذي أثبت لكل الدول بأن له تربة لا تستفحل فيها الظواهر الشاذة مثل الشذوذ والإيمو والإدمان على المخدرات وغيرها وإن كانت فإنه يلفظها ويجهضها قبل استفحالها، فلا تستقر فيه إلا التقاليد الأصيلة والسلوك السوي لأنه شعب ذو عقيدة راسخة.

وهذا ماجعل المؤسسات الخبيثة التي تعمل على زرع الفساد في المجتمعات الإسلامية الى ان تحاول ان تسلب سلوكيات الإسلام من المسلمين بعدما عجزت عن سلب عقيدتهم، وما ذلك الا عن طريق طرح نماذج سلبية في المجتمع بموضات تكون محل اهتمام بعض الشخصيات الضعيفة.
ولكن لنا أمل بأن عقيدة هذا الشعب قوية وان سلوكه له يوم يرد اذا سلب من بعض الأشخاص وان هذه الظواهر كما قلنا وان قام بها بعض النفر فإنه لم يدخل في حيزها متقبلاً لفكرتها وعقيدتها بل تقليدها من حيث الظاهر ولكن تبقى ظاهرة منحرفة وعلى الكل التعاون في التخلص منها وسوف لن يكون لها في دار عراقنا خيار بفضل جهود الطيبين واصحاب الغيرة على هذا الشعب الغيور.

تعليقات