اكو فد واحد... بين الجد والهزل


لا شك ان الاعلام له دور كبير في الارتقاء بالبناء المعرفي للمواطن في كافة المجالات، فهو بصورته الإيجابية يخلق المُثُل الاجتماعية عن طريق مايطرحه من برامج تختلف من حيث الموضوع وآلية الطرح ونوعه والتي تصب في هدف اسمى وهو التأثير الإيجابي في شخصيات المجتمع وتوعيتهم.
 وكما نعلم فإن كل تقنية هي سلاح ذو حدين، فمن الممكن ان يكون الإعلام سلبياً اذا انحرف مساره عن هدفه الذي يرنو اليه والذي احد اركانه هو طرح الحقيقة والصدق ونشر القيم الانسانية.
وقد تعددت البرامج في الاعلام المرئي للقنوات وتنافست لتقديم الأفضل، ولكن مانتأسف عليه هو ان بعض القنوات تطرح برامجها حتى ولو كان ذلك على حساب مبادئ الانسانية والدين للمجتمع.
وبرامج (اكو فد واحد) الذي يعرض على قناة السومرية واحد من تلك الاختراقات التي شقت المبادئ في محاولة منها للوصول الى النجاح عن طريق الكوميديا غير الأخلاقية، وذلك عن طريق طرح النكات باسلوب لم يلد من رحم المجتمع العراقي.
فالنكتة او الطرفة هي مساهمة جميلة في زرع ابتسامة على الشفاه وهي بوابة لاسعاد الآخرين، وخاصة للشعب العراقي الذي عانى الأمرين.
لكن ليس بالمستوى الذي تصل فيه الى ان تكون إشاعة لذكر الفاحشة والرذيلة، والتي اخذت تتصاعد في تسلسل الحلقات، بحيث اصبحت محط اشمئزاز العوائل العراقية الاصيلة، فاغلب النكات هي خارج سياق الدين والاعراف والقيم بل تتأرجح بين شرب الخمر وحضور الحفلات، وغير ذلك.
واذا امعنا النظر للبرامج الكوميديا التي طُرحت نجد ان هذا البرنامج يحاول ان يحاكي البرامج التي تم تقديمها عن بعض القنوات غير العراقية كاللبنانية مثلاً، فقد كان هناك برامج كوميديا عبارة عن نكت اباحية في برنامج لول LOL على قناة      OTVاللبنانية. فضلا عن ماقدمته قناة mtv  اللبنانية ايضا في طرح نكات اباحية ً.
متجاهلين البديل بذكر نكات مؤطرة بالاخلاق ولا تخرج عن دائرة الأدب كما ظهر في برنامج كوميدي على احدى القنوات الإسلامية والذي لاقى النجاح.
والسؤال هو:
لماذا التركيز على ترويج افكار تدل على ان النجاح مرهون بسلك الطرائق غير الاخلاقية والمادية والتي لا تمت الى الدين بصلة؟!
لماذا لا نحاول ان ندخل عالم النجاح من ابوابه الصحيحة.
هذا مانطرحه على كل من يحاول ان يقفز على الدين والقيم والذين اعتادوا ان يرقصوا على جراحات شعوبهم.
وأخيراً: نأمل من القنوات الباقية ان لا تحذو حذو هذه القناة ونأمل ان لا تكرر قناة السومرية طرح برامج من هذا النوع.







تعليقات