طَبَقُ التنازلات .. من يقدمه المرأة او الرجل؟


 الحياة الزوجية بشكل عام تحتاج إلى تقديم الكثير من التنازلات والتسامح والتغاضي عن كثير من الأمور لإتمام مسيرتها دون النظر إلى من هو المخطئ ومن هو البادئ في كثير من الأوقات خصوصاً حين يكون الخلاف بسيطاً وحتى لا يستفحل الخلاف,فحين يكون العناد والإصرار والمكابرة من احد الطرفين أو كيلهما أثناء حدوث أي خلاف يكون حالهما كمن يصل سلكين موجبين من الكهرباء ببعض فمن المستحيل أن يلتقيان ولا يحدثان ماس كهربائي ينتج على أثره شرر متطاير، لذلك من المفترض بل من الواجب التريث والتعقل من احد أطراف الخلاف والنزاع خلال حدوث أي مشكلة حين يكون الطرف الآخر وصل إلى مرحلة العناد والمكابرة حتى وان لم يكن هو المخطئ ,والأرجح أن الزوجة هي الأولى بتقديم هذا التنازل وهذا لا يعني ان لا يقدم الزوج التنازل.

التنازل بين الزوجين

التنازل فن لا يجيده الكثيرون، فهو الطريق الوحيد أو الأكيد لكسب عقل زوجك قبل قلبه، ولتكسب حنان واهتمام زوجتك، والتنازل يعني أن تتعامل مع الطرف الاخر بأسلوب المد والجزر أي ضع خطوطاً فاصلة لحياتكما معاً منذ بدايتها واخبره بخصوصياتك وبسلبياته التي تكرهها، وفي وقت الضيق والشجار تنازل بعض الشيء، قد لا تروق لك فكرة التنازل أثناء المشاحنات، ولكنه فن.. كما انكِ الطرف الأشد خسارة على الأقل من الناحية الصحية، فمثلاً تنازل المرأة يكسبها عطف الرجل، ولأنها إن لم تتنازل فلن تحصل إلا على حياة زوجية تشبه الجحيم وقد تؤدي الى الخراب في اية لحظة، تقول، إحدى أساتذة الاجتماع: الزوجات اللاتي يختلفن مع أزواجهن على المال ومصاريف الإنفاق بالمنزل، يمثلن 45%، بينما ترجع 15% من أسباب الخلاف إلى تدخل الأهل واندماجهم في حياة ومشاكل أبنائهم بعد أن يتركوا البيت العائلي، ووقوفهم في الغالب إلى صف الابنة أو الابن حسب القرابة.

شجاعة الاعتذار

عند إدراك المرأة للخطأ يجب أن تكون لديها الشجاعة في الاعتراف به والاعتذار قبل أن تأوي إلى الفراش لأن ترك الأمر للغد قد يزيد الأمر تعقيدا ويصعب الاعتذار في هذه الحالة.
لقد كشفت دراسة علمية حديثة بجامعة أوهايو الأمريكية عن أن الاستمرار في علاقة زوجية مليئة بالمشاحنات يؤثر سلبا على هرمونات المرأة والرجل الأمر الذي ينعكس مباشرة على صحة وسلامة الطرفين‏ إلا أنه أشد حدة على المرأة‏
وأوضحت الدراسة أن المرأة أكثر حساسية تجاه الألفاظ والأحداث السلبية في علاقتها الزوجية، مما يؤثر على قدرة المرأة على الاحتمال والاستمرار في محاولة نجاح وإنقاذ العلاقة الزوجية‏.


دور الرجال

أن خبراء علم الاجتماع يؤكدون على أن التعاون بين الزوجين في الأعمال المنزلية يعمل على تقوية الروابط الزوجية والمشاركة الوجدانية، ويؤكد أيضاً دكتور بوب كيني مستشار المؤسسة الأميركية للعلاقات الزوجية أن من واجب الزوج مساعدة زوجته في الأعمال المنزلية ما دامت تساعده في العمل بالخارج وتشاركه في مصروف المنزل، وعليه ليس عيباً على الرجل اذا اخطأ يعتذر واذا استطاع ان يتنازل عن آرائه لأمور ليس اساسية في الاسرة فليتنازل وليعلم ان ذلك من قوة الشخصية لا من ضعفها.
 للتنازل حدود

ان للتنازل أبعاداً وحدوداً وسِراً لابد للمرأة ان تعرفه وهو، ان التنازل بمعناه الحقيقي انما يعني المرونة في التعامل مع الطرف الاخر، وكذلك هو استيعاب الشريك وفهم نمط تعامله ومتطلباته، كما ان التنازل لابد ان يكون مدروسا وليس اعتباطيا بمعنى ان تنتبه المرأة لما تتنازل عنه كي لاتصبح التنازلات تباعا ما يؤدي لإلغاء شخصيتها تماما، فهناك مَن يقدّر التنازلات ويثمّنها ويعتز بها ويعدّها نوعا من التفاني والتضحية والرغبة في الاستمرار، وهناك مَن يستخف بها بل يطالب بالاكثر فالأكثر، وإن من اكبر الأخطاء أن نسيء تسمية الاشياء كأن نعتبِر إبتلاع أخطاء الشريك تنازلاً عن الكرامة فيؤدي بنا ذلك الى عدم الرضا عن الذات فيخلِّف فينا جرحا لايندمل.
والبعض يفسر تنازل المرأة على أنه ضعف منها، ولكن عندما يتنازل الإنسان، أو يضحي بشيء من أجل هدف أسمى وأهم فإنه في هذه الحالة لا يكون ضعيفا، بل على العكس هو قوي بإرادته القوية التي جعلته يتنازل عن شيء مقابل تحقيق نتيجة إيجابية، وقد يكون تنازل المرأة سلبيا إذا تم قهراً أو بالإجبار فيكون سيفا يقهر إرادتها ويرغمها على القبول بشيء ما، لا يقبله الحر لنفسه مثلا أو لا يرضى به الشرع، وقد تكون المرأة وقتها في حالة خوف يدفعها إلى التنازل، خوفاً من الموقف الذي تتعرض له، أو خوفاً من المستقبل نفسه مما يترتب عليه اللوم لنفسها، فيؤثر ذلك على حالتها النفسية، ويفقدها الرؤية الصائبة، والتفكير السليم للحياة، ولا يرتبط التنازل بضعف شخصيتها، أو قوتها، فالمرأة التي تعمل على تحقيق التوافق في حياتها الأسرية شخصية طبيعية سوية.
 

تعليقات