(غضّ البصر) وأثره على سلامة العين








ضياء العيداني

 
يقول تعالى في كتابه الكريم: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن" (النور/ 30-31).



العين هي الدرة الثمينة التي لا تقدر بثمن، وخلق العين من أعظم أسرار قدرة الخالق عز وجل، فهي برغم صغرها بالنسبة إلى كل المخلوقات من حولها، فإنها تتسع لرؤية كل هذا الكون الضخم بما فيه من سماوات وأراضين وبحار وكل المخلوقات.
وفي حياتنا الدنيا، تُعد العين من أهم وأبرز النعم التي يحظى بها الانسان، والتي من خلالها يتمكن من التمييز والتحقيق والتمتّع والمتابعة والحفظ وغيرها كثير من الاعمال. ولمن يريد حقاً ان يعرف كم هو محظوظ بنعمة العين وهو يسير في الشارع يتابع أعماله وشؤونه أو حتى وهو جالس في متنزه يستمتع بالمناظر الطبيعية، أن يزور أو يلتقي بالافراد المكفوفي البصر، الذين يسيرون بواسطة العصا، ومن دونها لايتمكنون من السير خطوة واحدة خارج البيت.
نعم؛ ومن أجل ذلك كله نجد العناية الفائقة بالعين ومراجعة الاطباء لدى الشعور بأي ضعف أو عجز في الرؤية لاتخاذ الاجراءات اللازمة، ونرى الكثير يهتمون بالأطعمة والتوصيات الطبية الخاصة الكفيلة بالحفاظ على قوة البصر وسلامة العين من العطب أو الخلل. وكل ذلك من الأمور المحمودة.
وهنا نتساءل؛ هل من المحمود والمعقول أن نستخدم هذه النعمة ونلقي بأنظارنا الى ما يلحق بها الضرر مادياً ومعنوياً؟!
في هذا الحيّز المحدود نسلط الضوء على التداعيات المادية الملموسة لاستخدام النظر الى ما حرّمه الله تعالى، أي ان النظر الى المرأة الحرام أو المشهد الحرام أو ما أشبه ذلك، لايثبت المعصية والذنب في ديوان أعمال الانسان،فقط إنما ثبّت درجة دُنيا لقوة الباصرة.






غض البصر وأثره على صحة الإنسان   
                   
لقد ثبت علمياً بالأبحاث والدراسات الطبية أن تكرار النظر بشهوة إلى الجنس الآخر وما يصاحبه من تولد رغبات جامحة لإشباع الغرائز المكبوتة، كل ذلك يفضي بالشخص إلى مشاكل عديدة قد تصل إلى إصابة جهازه التناسلي بأمراض وخيمة مثل احتقان البروستاتا، أو الضعف الجنسي وأحيانا العقم الكلي.
أثبتت بعض الدراسات الاجتماعية في المجتمعات الغربية أن عدم غضّ البصر يورث الاكتئاب والأمراض النفسية، وأن التفسخ الأخلاقي والتحلل الجنسي في تلك المجتمعات إنما هي بعض من نتائج عدم وجود دستور ديني أو قيود أدبية أخلاقية ينظم عمل هذه الحاسة النبيلة ويرشد استخدامها في الحياة بما يتوافق مع صحة الإنسان البدنية والنفسية.
فحاسة النظر أقوى الحواس على الإطلاق من ناحية الاستجابة للإثارة الجنسية، ومعنى أن يستخدمها الإنسان بلا وعي ولا نظام في النظر الى كل مثير للشهوة فإن هذا يعني ببساطة أن صاحبها يبددها دون أن يدري، ويتبعها في هذا تبديد لتوازنه النفسي وبلا طائل يجنيه سوى توهم المتعة بما يرى.
وتؤكد دراسة هولندية جديدة أجراها أحد الباحثين على طلاب وطالبات في الجامعة أن مجرد حضور النساء الفاتنات والحديث معهن يسبب التشويش للرجال ويضعف الذاكرة لديهم ويخفض أداءهم العقلي بشكل كبير، ويقول العلماء كلما كانت زينة المرأة وفتنتها أكبر كلما كان التأثر أكبر، ويفسر العلماء هذه الظاهرة بأن خلايا الدماغ التي تقوم بمعالجة المعلومات واتخاذ القرار تتأثر بحضور المرأة والنظر إليها والحديث معها، وركزت هذه الدراسة على موضوع الجاذبية والفتنة والتبرج. فالنظر إلى المرأة المتبرجة يفقد الرجل قدرته على اتخاذ القرار الصائب، على الأقل خلال وبعد النظر بفترة قصيرة حتى يزول التأثير.
ومن هنا لابد ان ندرك دعوة الاسلام الى غضّ البصر وعدم تبرّج المرأة، لما فيه من نتائج سيئة على المستوى الاخروي والدنيوي، وقد اكدها بعبارة "ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ"، ولذلك ينبغي أن نتذكر الأمر الإلهي: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ). (النور/ 30).

تعليقات