صحتك في صيامك


لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة * إعداد: ضياء العيداني

الصيام تربية روحية وأخلاقية، ومقوم للسلوك، ومن موجبات التكافل الإجتماعى، وبجانب هذا، فإنه وقاية وعلاج لكثير من الأمراض النفسية والبدنية ولقد أثبت ذلك علماء الطب فى العالم، وهذا شريطة أن يصوم المسلم الصيام الحقيقى بعيداً عن الإسراف والتبذير فى الطعام والشراب ولاسيما الدهون والحلويات ونحوها، وصدق الله العظيم العالم بخلقه إذ يقول: "وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"، وإن من أهم فوائد الصيام أنه يعمل على تجديد وتنشيط قدرة الجسم على الاستجابة للتغيرات الفسيولوجية المختلفة كما أن فترة الصيام يمكن أن تساعد في إنقاص الوزن الزائد الذي يسبب كثيراً من الأمراض، فعند الإفطار ينبغي تناول الطعام بهدوء ومضغه جيدا لتسهيل عملية الهضم فمضغ الطعام جيدا يعد وسيلة من وسائل التغذية الصحيحة التي يمكن بها إنقاص الوزن الزائد دون الحاجة لنظم الريجيم القاسية بل وتقسيم وجبتي الإفطار والسحور إلى أربع وجبات حتى يتم الهضم الجيد للطعام وضمان عدم تركيزه في شكل شحوم زائدة للجسم.
ومن العادات غير الصحيحة خلال الصيام هو النوم مباشرة ذلك لأن النوم مباشرة يتسبب في تحويل الطعام الزائد عن حاجة الجسم إلى دهون، لذا يجب ممارسة بعض التمارين الرياضية لحرق مزيد من السعرات الحرارية الزائدة عن حاجة الجسم  وبعد الإفطار ينبغي عدم شرب الشاي بعد الإفطار مباشرة لأنه يعد من العادات الغذائية السيئة التي يتبعها الكثيرون، كما أن شرب الشاي بعد تناول وجبة الإفطار مباشرة يؤدي إلى امتصاص الكالسيوم والحديد ومن ثم يصبح ما تناولناه من طعام غير ذي جدوى، لذا ننصح بتناول الشاي بعد الإفطار بساعة على الأقل، والإكثار من الحلويات وتناولها عقب الإفطار مباشرة يعد من العادات الغذائية السيئة التي ينتج عنها ارتفاع في مستوى السكر في الدم، وحدوث ارتفاع في الضغط بجانب حدوث السمنة،


أثر الصوم في الصحة العامة

قال عز من قائل في الآية 184 من سورة البقرة: "وإن تصوموا خير لكم" وقال الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله): أو (صوموا تصحّوا) وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (عليكم بالصوم فإن محسمة للعروق ومذهبة للأشر) وقال أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام): (الصيام أحد الصحتين)، وهذه التأكيدات قد اقرها الطب الحديث، حيث يقول الدكتور الكسيس كارل الحائز على جائزة نوبل في الطب والجراحة في كتابه الشهير (الإنسان ذلك المجهول) ما نصه: (قد يحدث للصائم أول الأمر الشعور بالجوع والتهيج العصبي ربما ثم يعقب ذلك شعور بالضعف غير أنه يحدث إلى جانب ذلك أمور خفية أهم بكثير منه فإن سكر الكبد سيتحرك ويتحرك معه الدهن المخزون تحت الجلد وبروتينات العضل والغدد وخلايا الكبد وتضحي جميع الأعضاء بمادتها الخاصة للإبقاء على كمال الوسط الداخلي وسلامة القلب، وإن الصوم لينظف ويبدل أنسجتنا).
ويؤكد ذلك أيضاً الدكتور ماك فادون وهو أحد علماء الصحة الكبار في أمريكا فقد جاء في كتابه الذي ألفه عن الصوم بعد أن ظهرت له نتائج عظيمة من أثره في القضاء على الأمراض المستعصية: (إن كل إنسان يحتاج إلى الصيام، وإن لم يكن مريضاً لأن سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض، وتثقله ويقل نشاطه، فإذا صام خف وزنه وتحللت هذه السموم من جسمه وذهبت عنه ليصفو بعد ذلك صفاءً تاماً، ويستطيع أن يسترد وزنه ويجدد جسمه في مدة لا تزيد على العشرين يوماً بعد الإفطار ولكنه يحس بنشاط وقوة لا عهد له بهما من قبل).
نتمنى لكم صياماً مقبولاً مصحوباً بالصحة والعافية.

تعليقات