اسلوبك يغيّر حياتك


* إعداد: ضياء العيداني

يُحكى أن رجلاً أعمى كان على إحدى عتبات بناية في إحدى البلاد يستجدي عطف المارة، وقد وضع قبعته بين قدميه، وبجانبه لوحة مكتوب عليها: (أنا أعمى أرجوكم ساعدوني). فمر به رجل إعلانات، و وقف ليرى أن قبعته لا تحوي سوى نقود قليلة، فوضع المزيد فيها، ودون أن يستأذن الأعمى ثم أخذ لوحته، وكتب عليها عبارة أخرى، وأعادها مكانها، ومضى في طريقه.
لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالنقود والأوراق النقدية، فعرف أن شيئا قد تغير، وأدرك أن ما سمعه من صوت الكتابة هو سبب ذلك التغيير، فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت كالآتي: (نحن في فصل الربيع، لكنني لا أستطيع رؤية جماله).
وهذا اعظم درس في بيان سعادة الانسان او شقاوته او قلقه او سكينته التي تنبع من نفسه وحدها ومن قلبه كما أن الله عز وجل يريد ان يبين لنا الصلة الوثيقة بين صفاء النفس وصفاء العيش، وبين جمال الخلق وجمال الحياة، والتربية الاسلامية الاولى اوغلت الى حد هائل في دراسة النفوس واحوالها والقلوب واطوارها مستهدفة من هذه الدراسة جعل السعادة العظمى تنبع من داخل الانسان لا من خارجه.
ولا يستطيع أحد إنكار ما للروح المعنوية من أثر باهر لدى الأفراد والجماعات فالجيوش التي يحسن بلاؤها وتعظم بسالتها أنما تستمد طول مقاومتها من رسوخ العقيدة وقوة الصبر أكثر مما تستمده من وفرة السلاح والعتاد، كذلك ارتفاع الإنسان في مدارج الارتقاء الثقافي والكمال الخلقي إنه يغير كثيرا من أفكاره وأحاسيسه ويبدل أحكامه على كثير من الأشخاص والأشياء ونحن نستطيع أن نصنع من أنفسنا مثلا رائعاً عن طريق تجديد أفكارنا ومشاعرنا كما تتجدد الرقعة من الصحراء إذا انضاف إليها مقدار ضخم من المخضبات والمياه.
ولعل من آثار النفس البشريه تأثير الأفكار عليها في المشاعر والسلوك، وهذا التأثير أدركه العلماء والحكماء منذ القدم، وجاء العلم الحديث يؤكده، ويقيم عليه دلائل جديده، ويقوم بأبحاث عنه، ويدرس تطبيقاته في الصحة والمرض، ثم اذا تغير السلوك تغيرت الحياة معه تبعاً لذلك.
 

تعليقات