الصداقة... الركن الاجتماعي الذي لا بد منه

لقد خلق الله تعالى البشر وجعل منهم شعوباً وقبائل لكي يتعارفوا فيما بينهم، وفي ذلك دعوة الى التعارف، الذي من اسمى انواعه هو الصداقه التي اذا مابنيت على اسس صحيحة اعطت نتائج جيدة على مستوى الفرد والمجتمع، وتعدّ المحبة من أهم ركائزها وروحها التي عن طريقها تكون ابواب الصراحة والتعاون والثقة والاحترام مفتوحة وشفافة.
ومن هنا نجد الشخص المنفتح على ابناء جلدته يكون اقوى شخصية من غيره كما أكد ذلك علماء النفس الذين عدّوا الصداقات ثمرة الشخصية المنبسطة لذلك نقرأ الكثير من الأحاديث التي أكدت على الصداقة والتي منها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم)، وكل انسان لا غنى له عن صديق , فالأصدقاء ثلاثة انواع: صديق كالغذاء , وصديق كالدواء ، وصديق كالداء ، فلا غنى لنا عن من هو غذاء او دواء.
بقي أن نعلم إن من يدخل عالم الصداقة عليه أن يحمل سر ديمومتها والموجود في التسامح فمن لم يحمل التسامح يكون كثير اللوم على اصدقائه وربما يخسرهم في النهاية ولذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله): (خالطوا القوم مخالطة إن غبتم حنّوا اليكم وإن متّم بكوا عليكم)، ولهذا أمر الإمام الصادق (عليه السلام) بالإكثار منهم، وأشار الى الجدوى من اتخاذهم، فقال عليه السلام: (اكثر من الأصدقاء في الدنيا فإنهم ينفعون في الدنيا والآخرة، أمّا الدنيا فحوائج يقومون بها، وأمّا الآخرة فإن أهل جهنم قالوا: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم)، والصداقة هي شريـان الحياة وهي تزيد السعاده وتخفف التعاسه كيف لا؟ ونحن مع الصديق تتضاعف سعادتنا ونقتسم أحزاننا فيقل نصيب كل منا منها , وكل صديق يمثل دنيا في داخلنا , دنيا قد لا تكون ولدت قبل اللقاء وبمجرد اللقاء تولد هذه الدنيا وتزوِّدنا دراسات علم النفس، والتجارب اليومية، وما جاء من إرشادات عن الرسول الهادي محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام)، كلّ تلك المصادر تزوِّدنا بإرشادات وتعليمات لكسب الأصدقاء والتعامل معهم.




كيف تكون صديقاً ناجحاً ؟
العلاقة مع الآخرين فن من أهم الفنون الاجتماعيـة، وكثير من الناس لايحسن فن التعامل مع الآخرين، لذا يفشل في كسب الأصدقاء، وتتحوّل عـلاقاته مع الآخرين إلى مشاكل وخلافات، ذلك لأنّه لا يعرف كيف يكسب الأصدقاء، وكيف يتعامل معهم، وبدلاً من ان يعرف ان التقصير عنده يشكو حال الناس وأنهم ابتعدوا عن جادة الصواب.
إنّ هذه التعليمات توضِّح أنّ الانسان الأناني لا يكسب الأصدقاء، وعندما تتكوّن له علاقة صداقة مع الآخرين فإنّه سرعان ما يخسرهم بأنانيّته، فهو لا يحبّ لهم ما يحبّ لنفسه، ولا يكره لهم ما يكره لها، بل يتصرّف بأنانية ومحاولة استغلال الأصدقاء لمصالحه الشخصية، لذا يبتعد عنه أصدقاؤه، أمّا عندما يشعر الصّديق بأنّ صديقه يتعامل معه بإيثار ويحرص على مصلحته، كصديق له، يحترم هذا الشعور، وتزداد ثقته به وعلاقته معه.



حقوق الصديق
1. قضاء حاجته
 2. لا تتبع عثراته وقد جاء عن الإمام الباقر قوله (من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته)
3. الدعاء والوفاء له في حياته ومماته.
4.  المساعدة في المال.
 5. حبه في الله عزوجل .
6.  ألاّ يسمع الإشاعات والأقاويل في حقه .
7 محبته قال (صلى الله عليه وآله) " إذا حب أحدكم أحداً فليخبره "، وقال ايضا " صدق المحبة في ثلاثة: يختار كلام حبيبه على كلام غيره، ويختار مجالسة حبيبه على مجالسة غيره، ويختار رضا حبيبه على رضا غيره
8  التزاور: قال الامام علي بن الحسين (عليه السلام)" من زار اخاه في الله طالباً لانجاز موعود الله , شيعه سبعون الف ملك وهتف به هاتف من خلفه ألا طبت وطابت لك الجنة واذا صافحه غمرته الرحمة).
9 - الهدية: قال الرسول (صلى الله عليه وآله)" الهدية تورث المودة، وتحدد الاخوة وتذهب الضغينة تحابوا وتهادوا نعم الشيء الهدية امام الحاجة).
وصدق من قال:
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا               فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة        وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه              ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة                فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله                ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده               ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها        صديق صدوق صادق الوعد منصفا .





تعليقات